تأثر جمهور mbc.net بالدراما التركية، واعتبروها مصدرا رئيسا لتكوين الصورة الذهنية لديهم حول حقيقة المجتمع التركي، حيث أكدت نسبة 80% من رواد الموقع أن الدراما المدبلجة نقلت صورة حقيقية عن الواقع التركي، بينما اعتبرت نسبة 20% من الجمهور أنها نقلت واقعا خياليا بعيدا عن حقيقة المجتمع هناك.
وأظهرت نتائج الاستفتاء الذي أجراه mbc.net في الصفحة المخصصة للمسلسل التركي الجديد "لحظة وداع"، تأثير الدراما المدبلجة في نقل الصورة الذهنية عن تركيا لدى المشاهدين، حيث جاءت الاختيارات على السؤال الذي طرحه الاستفتاء: ما مدى تأثير الدراما المدبلجة في تشكيل صورة ذهنية عن الواقع التركي؟ لتؤكد ذلك، فاختار 43.19% من رواد الموقع أنها "رسمت صورة قريبة من الواقع"، واختار 36.58% أنها "نقلت صورة حقيقية عن الواقع التركي"، بينما اختار 20.23% فقط من القراء أنها نقلت واقعا خياليا بعيدا عن الواقع.
ومن المنتظر أن يتعرف المشاهد العربي أكثر على طبيعة الواقع التركي من خلال المسلسلين الجديدين المعروضين حاليا على شاشة MBC، "لا مكان لا وطن" الذي ينقل بعض العادات القريبة من العرب، ومسلسل "لحظة وداع" الاجتماعي الرومانسي، ليكملا ما بناه المسلسلان السابقان "سنوات الضياع" و"ونور" من صورة ذهنية في عقول المشاهد العربي.
ويصنف مسلسل "لحظة وداع"، الذي يعرض حاليا على شاشة قناة mbc4، ضمن فئة الدراما الاجتماعية؛ حيث يبتعد عن الجانب الرومانسي، ليركز على رصد التطورات النفسية والمأساوية لبطلته "زينب"، التي تجسد طوال حلقات المسلسل الصراع بين الحياة والموت.
ويطرح المسلسل (يتوزع على 94 ساعة بث تلفزيوني) -خلال رؤيته النفسية والفلسفية للمسلسل- التساؤل على زينب.. هل تعلن التحدي وتتعلق بأمل ما تبقى لها من الحياة وتقرر عدم الاستسلام، وتبدأ معركة الحياة والموت؟
ويشارك في بطولة المسلسل نخبة من نجوم الدراما التركية، أبرزهم الموسيقي الشهير جوكان تيب خريج "الكونسرفاتوار" بجامعة اسطنبول الفنية التركية قسم الموسيقى، والذي أصدر أول ألبوم له عام 1996، وتشاركه البطولة الفنانة الفيدا ديركن التي تحترف بجانب التمثيل العمل كعارضة أزياء وممثلة إعلانات، ولديركن رصيد فني بـ13 مسلسلا و6 أفلام، رغم أن حياتها الفنية بدأت في تسعينيات القرن الماضي.
تأثير الدراما على السياحة
وأثرت جماهيرية الدراما التركية التي عرضها شاشة MBC على السياحة التركية بالإيجاب، حيث دخلت السياحة التركية مرحلة جديدة بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي حققته الدراما المدبلجة باللهجة السورية، والتي عرضت على شاشة MBC، قبل شهر رمضان الماضي، حيث شهدت القنصلية التركية العامة بمدينة "حلب" الواقعة قرب الحدود السورية التركية إقبالاً منقطع النظير من الحلبيين للحصول على تأشيرات دخول إلى الدولة الجارة تركيا.
وكشفت مصادر في مكاتب السياحة والسفر عن اتفاقيات تعاون جديدة، نتيجة لارتباط المشاهد السوري بالمسلسلات المدبلجة، حيث لاقت مشاهد التصوير والمناظر الطبيعية استحسانًا من عشاق السياحة والسفر، وشجعت المترددين على التوجه نحو المقصد السياحي شمالاً.
ولوحظت زيادة في حركة العبور عبر بوابتي السلامة وباب الهوى نحو تركيا، بالإضافة إلى ارتفاع أرقام حجوزات الطائرات المتوجهة إلى تركيا التي تسير خطوطها حاليًا خمس رحلات أسبوعيًا، بعد أن كانت ثلاث رحلات مع بداية تشغيل الخط الملاحي الجديد بين حلب واسطنبول منذ مايو/أيار الماضي.
واعتبر النقاد العمل الدرامي التركي بمثابة نقطة تحول في تاريخ الأعمال الفنية التركية لجهة علاقتها مع الجمهور العربي، والعناية الفائقة في اختيار مشاهد التصوير، وخصوصًا اللقطات الفاصلة بين المشاهد، والتي أظهرت روعة معانقة البحر للجبل والقصور والمباني، الأمر الذي زاد من تشوق الناس لارتياد تلك الأماكن والتمتع بها.