الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد:
فإن الله عز وجل منَّ على البشرية ببعثة الرسل وخص هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فكانت بعثة هذا الرسول أعظم النعم على الأمة وأجلها، وجعل سبحانه من تمام هذه النعمة تشريف الأمة بحمل الرسالة بل جعل خيريتها للأمم مرتبطة بذلك كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فعلماء الأمة ودعاتها هم هداة الناس إلى الخير ، والسعاة في النفع بكل وجوهه .
وفي هذه البلاد المباركة : المملكة العربية السعودية جمع الله الشمل ، ووحد الصف ، وجمع الكلمة تحت قيادة رشيدة تحمل هم الإسلام وتسعى في الدعوة إلى الله على علم وبحكمة كما قال الله سبحانه ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وكان لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أكبر شرف أن أسند إليها ولاة الأمر القيام بالدعوة إلى الله ورعاية الأوقاف والمساجد .
وقد سعت الوزارة لتحقيق هذه المهمة الشريفة باتخاذ كل سبيل يحقق المراد ويعبِّد الخلق لله عز وجل على هدى وبصيرة ، من خلال كل وسيلة ممكنة كالخطب، والدروس ، والمحاضرات والندوات والمؤتمرات ، ونشر الكتب والدوريات.
وإن من حسن العمل وتمامه استثمار الوسائل التقنية المعاصرة التي سهلت سبل التواصل بين الأمم والحضارات كما وصلت الأفراد والمجتمعات فسعت الوزارة إلى الانتفاع بها منذ زمن وهي اليوم تتوج الجهد الذي قامت به بافتتاح هذا الموقع .
ولقد جعلنا نصب أعينا العمل من خلال محورين رئيسين .
الأول: التواصل بين المسلمين فشبكة المعلومات ( الإنترنت) تحقق قدراً كبيراً من التواصل بين المسلمين إذ تسهل البحث عن النافع من العلوم التي تبصًر الجاهل وتعين العالم والداعية على تحقيق هدفه الدعوي ، وكان طابع هذا الموقع طابعاً علمياً يمكن من خلاله تسهيل الوصول إلى المعلومة التي يحتاجها طالب العلم والداعية والخطيب والباحث ؛ إذ جعلت النوافذ المناسبة لمختلف التخصصات العلمية والتي هي بمثابة مكتبة متكاملة مصنفةً ومفهرسة تؤدي هدفاً علمياً كبيراً .
المحور الثاني: التواصل بين الأمم والحضارات .
شبكة المعلومات ( الإنترنت) تحقق الاتصال بين الحضارات والتفاعل بين أهلها ، كما تحقق التواصل داخل كل حضارة فسعت الوزارة إلى العناية بهذا الجانب سعياً لتعريف الآخر بديننا ، وقيمنا وحضارتنا وبلادنا .
إن كثرة التواصل والتقارب في العالم اليوم أوجدت لوناً من الغبش الذي غطى الحقائق لكثرة المتكلمين ، باسم الدين أو المقترفين باسمه أعمالاً تناقض قيمه ، وهو جعل من المهام الرئيسة على أهل الإسلام تقديم الحق بصورته المشرقة وسماته المضيئة المتمثلة في عدل هذا الدين ووسطيتة وسماحته .
إننا وإن سعينا لتحقيق أهداف عالية واتخذنا وسائل كبيرة لنأمل أن يكون موقعنا محققاً لرضا ربنا عز وجل ونفع عباده مع إيماننا بالحاجة إلى التجديد والتطوير الذي سيتم بعون الله تعالى ثم بآراء مرتادي هذا الموقع وزائريه والمنتفعين بما فيه ، إنه موقع الوزارة إدارة وعملاً ، وهو موقع لكل إنسان ينشد الحقيقة ويسعى للوصول إليها ، وإذا كان كذلك فإن أملنا كبير في تحقيق تفاعل يرقى بالجهد ويجًود العمل ويرقى به إلى ما يوافق الطموح موافقةً للشرع وتحقيقاً للهدف المنشود.
أسأل الله أن يبارك في الجهود ويعين على تحقيق المقصود وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر :الاسلام